تعتبر القطط من أكثر الحيوانات الأليفة قربا من الإنسان، حيث تتميز بلطافتها وسلوكها المميز الذي يجعلها شريكا محبوبا في المنازل·
من بين الجوانب المثيرة للاهتمام في حياة القطط، يأتي موضوع التزاوج ليُبرز دورة حياتها الطبيعية التي تعكس غرائزها الفطرية·
يُعد تزاوج القطط عملية مُعقدة ومدروسة من قِبَل الطبيعة، حيث تتفاعل فيها العوامل البيولوجية مع السلوكيات الموروثة لتُنتج جيلا جديدا من الصغار·
في هذا المقال على موقع "مالي بيت MALLY PET"، سنسلط الضوء على دورة حياة القطط، وفترة التزاوج، وسلوكياتها الفريدة التي تجعل هذه العملية مميزة ومثيرة للإعجاب·
تزاوج القطط هو العملية البيولوجية التي يتكاثر من خلالها القطط، حيث يتزاوج الذكر والأنثى لإنتاج صغار·
تبدأ هذه العملية عندما تصل القطط إلى النضج الجنسي، والذي يحدث عادةً بين 5 إلى 10 أشهر من العمر، مع اختلافات تعتمد على السلالة والعوامل البيئية·
تتسم القطط بكونها حيوانات متعددة دورات الشبق خلال السنة، مما يعني أنها تمر بفترات نشاط جنسي متكررة·
يُعرف موسم تزاوج القطط بفترة النشاط الجنسي المتزايد، حيث تكون الإناث في حالة استعداد للتزاوج، ويُطلق على هذه الحالة "الشبق"·
نصف الكرة الشمالي: يبدأ موسم التزاوج عادةً في فبراير ويستمر حتى سبتمبر·
نصف الكرة الجنوبي: يمتد الموسم من سبتمبر إلى مارس·
ومع ذلك، قد تتزاوج القطط المنزلية على مدار العام، خاصة إذا كانت تعيش في بيئات داخلية تتوفر فيها إضاءة صناعية ودرجات حرارة مستقرة·
خلال موسم التزاوج، تظهر على القطط الذكور مجموعة من العلامات والسلوكيات التي تدل على استعدادها للتزاوج·
هذه العلامات عادة ما تكون واضحة ومميزة، وتساعد الذكور في جذب الإناث والتنافس مع ذكور آخرين، وإليك أبرز هذه العلامات:
· يصبح القط الذكر أكثر نشاطًا ويقضي وقتًا طويلًا في التجول بحثًا عن أنثى جاهزة للتزاوج·
· قد يحاول الهروب من المنزل أو التسلل عبر النوافذ والأبواب المفتوحة·
· يقوم الذكر برش البول في أماكن مختلفة، خاصة عند الزوايا أو الأثاث·
· يحتوي البول على رائحة قوية تعمل كوسيلة لجذب الإناث وتحديد منطقته·
· يُصدر الذكور أصواتًا مميزة وقوية تُعرف بـ"النداء"، خاصة في الليل، لجذب الإناث·
· هذه الأصوات قد تكون مزعجة لكنها جزء من السلوك الطبيعي·
· يظهر الذكر عدوانية تجاه ذكور آخرين في المنطقة·
· قد ينخرط في معارك حادة لإثبات القوة والسيطرة على الأنثى أو المنطقة·
· يصبح القط أكثر توترًا وانفعالية·
· قد يظهر عدم اهتمام بالطعام أو الراحة بسبب انشغاله بالسعي للتزاوج·
· يقوم الذكر بشم الأرضيات والأسطح بشكل مفرط للبحث عن علامات أو روائح تركتها إناث في حالة شهوة جنسية·
· يميل الذكر إلى إبراز قوته البدنية من خلال رفع الرأس والذيل باستمرار·
· يُظهر وضعيات عدوانية كرفع ظهره وتخشيب جسده عند مواجهة ذكور آخرين·
· يحاول الذكر التزاوج مع أي أنثى يجدها، حتى لو كانت غير مستعدة·
· قد يحاول أحيانًا التزاوج مع إناث من أنواع أخرى أو حتى أشياء غير حية بسبب رغبته الشديدة·
تُعرف فترة طلب التزاوج عند القطط بفترة "الشبق"، وتستمر عادة بين 7 إلى 10 أيام·
إذا لم يحدث التزاوج خلال هذه الفترة، تدخل القطة في دورة شبق جديدة بعد حوالي أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع·
مع تقدم القطة في العمر، تحديدًا بعد سن 7 إلى 8 سنوات، قد تصبح دورات الشبق أقل انتظاما·
خلال موسم التزاوج، قد تظهر على القطط سلوكيات غير معتادة نتيجة التغيرات الهرمونية، مما يتطلب من المربين اتخاذ تدابير لتهدئتها، وفيما يلي بعض الاستراتيجيات الفعّالة لتهدئة القطط خلال هذه الفترة:
للإناث: يُنصح بعزل القطة عن الذكور، حيث يزيد وجودهم من إثارتها· تأكد من إغلاق النوافذ والأبواب لمنعها من الهروب·
للذكور: إبعادهم عن الإناث يقلل من سلوكيات مثل المواء المتكرر ومحاولات الهروب·
استخدام وسادة دافئة أو منشفة مبللة دافئة لتجلس عليها القطة، مما يساعدها على الاسترخاء·
الحفاظ على نظافة صندوق الفضلات لتشجيع القطة على استخدامه وتقليل رش البول في أرجاء المنزل·
اللعب مع القطة وتقديم ألعاب تفاعلية لتشتيت انتباهها وتفريغ طاقتها الزائدة·
تقديم النعناع البري (الكتنِب) الذي يساعد بعض القطط على الاسترخاء·
استخدام الفيرمونات الصناعية، مثل بخاخ "فيليواي"، لتهدئة القطة· يُنصح بالبدء في استخدامها قبل موسم التزاوج بفترة لضمان فعاليتها·
في الحالات الشديدة، يمكن للطبيب البيطري وصف مهدئات أو هرمونات، ولكن يجب الحذر من الآثار الجانبية المحتملة مثل التهابات الرحم أو الأورام، لذا يُفضل استشارة الطبيب قبل استخدام هذه العلاجات·
يُعتبر التعقيم حلاً نهائيًا لمنع السلوكيات المرتبطة بالتزاوج، حيث يوقف دورات الشبق ويمنع الحمل غير المرغوب فيه·
باتباع هذه الخطوات، يمكن تقليل التوتر لدى القطط خلال موسم التزاوج وتوفير بيئة مريحة لها·
عدم تزاوج القطط الأنثى قد يؤدي إلى عدة مشكلات صحية وسلوكية، منها:
· التهابات الرحم (التهاب الرحم): قد تزيد احتمالية إصابة القطة بالتهابات في الرحم عند عدم التزاوج·
· أورام الثدي: تزداد فرص تطور أورام الثدي في القطط غير المتزاوجة·
· اختلال الهرمونات: قد يؤدي عدم التزاوج إلى اختلالات هرمونية تؤثر على صحة القطة·
· العدوى البكتيرية أو الفطرية: تزيد فرص الإصابة بالعدوى في الجهاز التناسلي·
· المواء المستمر: تصبح القطة أكثر إزعاجًا بالمواء لجذب الذكور·
· فقدان الشهية: قد ترفض القطة الطعام خلال فترات الشبق·
· الإجهاد والأرق: تظهر علامات التوتر والأرق على القطة·
· العدوانية: قد تصبح القطة أقل تفاعلًا وتميل للعدوانية·
· محاولات الهروب: تحاول القطة الهروب للبحث عن شريك·
· التعقيم (التحصين): يُعد التعقيم وسيلة فعّالة لمنع التكاثر غير المرغوب فيه والحفاظ على صحة القطة·
· الرعاية البيطرية المنتظمة: تساعد الفحوصات الدورية في الكشف المبكر عن أي مشكلات صحية·